من كتاب الروح والجسد
السخط والرفض والتذمر والإحتجاج على كل شيء أصبح موضة اليوم بين الشباب
أحيانا يكون الإحتجاج على الآباء
وأحيانا على الحكام
وأحيانا على النظام الإجتماعي
وأحيانا على الكون كله
وأحيانا على الله سبحانه
كلمة لا بدون تمييز ... بقضية وبدون قضية بهدف وبلا هدف .. واحيانا لا للنظافة .. ولا للقيم والأخلاق .. ولا للعمل ..
ولا للواجب والمسؤلية والنظام.
والنموذج الجديد لهذه اللائية المتطرفة هو مجتمع الهيبيين الذين يشتركون في كل إضراب , ويهتفون في كل مظاهرة , ويبصقون على كل شيء ... ويتصورون انهم طلائع الحرية وأنهم أول من خرج من أقفاص الإنسانية .. والحق أنهم خرجوا فعلا من أقفاص الإنسانية
ولكن ليدخلوا في أقفاص القرود
وكلمة لا ... كانت من أشرف الكلمات حينما قالها محمد صلى الله عليه وسلم لجاهلية زمانه لأنها كانت كلمة تحمل معها النور
والحق والعدل والخير
كانت لا .. أشادت أمة من عدم
كانت لا .. معها رؤية جديدة وكتاب وطريق
لم تكن معولا يهدم وإنما كانت يدا تبني وشعاعا يهدي, ونحن جميعا مندوبون لنقول لا , للظلم .. ولا للباطل .. أما لا على وجه الإطلاق .. الثورة للثورة .. والسخط للسخط.. الخروج من ظلم إلى ما هو أظلم ... الخروج من خطا بنشدان الفوضى .. تهديم كل شيء بدون رؤية.. هذه الصرخة الجديدة التي تتردد الان في جنبات العالم هي دسيسة دست على شبابه .. ومن ورائها عقول ماكرة تعمل في خفاء وذكاء لإفساد كل شيء
في الفن , في الفكر , في الفلسفة في السياسة في الرواية في الموضة يمكن أن تلمس هذه الأيدي الخفية .. وهذ التيارات الخبيثة للتهديم ..
غياب الصورة الإلهية من الرواية والقصة
تلك الروايات التي نراها على الشاشة أو نقرأها وكأنها كوابيس ..
ونعيش فيها ساعات ثقيلة مظلمة وكأننا في عالم بلا إله.. ونخرج بحالة من الشك والضياع والتوهان ونحن نلعن كل شيء
دوران الأفكار الروائية في فلك واحد حول الجنس والخيانة واللامبالاة والإنحلال وطلب اللذة بأي ثمن بهدف تحطيم روابط السرة
إشاعة الإباحية باسم تحرير العواطف
إفساد الفطرة بالتركيز على الجريمة والشذوذ
تملق الغوغاء وتحريض الطبقات باسم الثورة والتقدمية
استخدام الأسلوب الجميل والطرافة والإمتاع كغلاف من السيلوفان الجذاب لترويج أسوا المضامين واردأ البضائع الفكرية
فكر ساتر الذي يحمل معه كل من يعتنقه إلى حالة من الغثيان والقيء والعبثية وافحساس بعدم الجدوى , وبأن الإنسان قذف به في الكون وترك وحده بلا عناية وبلا رعاية
فكر فرويد الذي يحمل قارئه على الإعتقاد بأن الإنسان مجرد غرائز جنسية هائجة تبحث عن الإشباع في النوم واليقظة وفي الطفولة والشباب والشيخوخة
إن الله صاغ العالم على مقتضى العدل واختار بحكمته دائما أفضل الممكنات
وتأمل الكون والحياة لا يكشف للباحث إلا الجمال والإبداع والنظام والعدل والقانون , ولا توجد الفوضى إلا في أنظمتنا نحن
ولكن العيون التي فيها قذى والقلوب التي مالت عن الحق لا ترى إلا العبث والغثيان .. ولا تعمل إلا للإفساد والتهديم
هؤلاء هم فرسان الشر وطلائعه
فلنقرأكل ما يصل إلى أيدينا بحذر وعقل ناقد فما أكثر ما يدس لنا من سموم يراد بها هلاكنا
ولنثق دائما بأن الله كله خير وبأن مشيأته كلها رحمة